علا أشهر مدربة
لا يمر يوم إلا وتثبت فيه المرأة الصعيدية الإصرار والتصميم على مواجهة مصاعب الحياة، وتخطي كافة الحواجز، والعبور إلى الدنيا الجديدة.
لم تعد المرأة الصعيدية تلك المرأة الجاهلة والمتخلفة والبعيدة عن مجريات الحياة وما يصاحبها من تطور، بل أخذت الزمام وصارت تنطلق في كل اتجاه بجسارة وعزيمة.
كابتن علا تكسر القاعدة وتدرب السيدات على قيادة السيارات
ونحن اليوم أمام نموذج فريد يستحق التحية والإشادة، إنها كابتن علا التي أصبحت أشهر أمرأة في سوهاج، وهي التي حققت أمنية المئات من فتيات وسيدات سوهاج، اللآتي تمنين تعلم القيادة، وكان خجل التعامل مع مدرب رجل يحول دون تحقيق هذا الأمل.
كيف بدأت علا مشوار القيادة
تحكي علا خريجة كلية التجارة أنها كانت تشاهد إخوتها يقودون سيارة الأسرة، وكانت تتوق إلى ذلك، وقررت أن تخوض تجربة تعلم القيادة، وتحكي قصة المرة الأولى التي قادت فيها السيارة واصطدمت بسيارة أخرى مما جعلها أكثر تصميما على إتقان القيادة، وبالفعل تم لها ما أرادت.
وفي عام 2014 وبعدما طال انتظارها لفرصة عمل مناسبة دون جدوى قررت أن تقوم بتدريب الفتيات على القيادة انتظارا لفرصة عمل مناسبة، واستطاعت إعداد برنامج تدريبي مدته 8 محاضرات فقط تستطيع بعدها المتدربة القيادة بسهولة وأمان.
الإقبال الكبير للتدريب مع كابتن علا
لم تتخيل كابتن عللا أن تحقق كل هذا النجاح، حيث ذاع صيتها واطمأن الجميع رجالا ونساء لترك بناتهم وزوجاتهم معها بعد سابق رفضهم لتدريب بناتهم مع مدربين رجال، فنحن ما زلنا في صعيد مصر حيث الدم الحار والنخوة والغيرة على بنات وسيدات العيلة، أضف لذلك الطريقة السلسة والبسيطة مع مشاعر المودة والتفاهم والصبر بتواضع مع المتدربات، والنتائج الباهرة التي تصل إليها المتدربة في نهاية التدريب، وتمكنها من استخراج رخصة القيادة بكل بساطة.
تذكر كابتن علا موقفا طريفا حصل من شرطي المرور المختص بأداء اختبارات القيادة أن رآها مع إحدى المتدربات فضحك قائلا “حسبي الله ونعم الوكيل.. خليتي كل بنات سوهاج بتسوق” وكانت تلك بالنسبة لها بمثابة شهادة تقدير أسعدتها جدا.
وتذكر كابتن علا أنها قامت بتدريب أكثر من 400 فتاة وسيدة حتى الآن، وأنها تحلم بفتح مدرسة للتدريب على القيادة خاص بها.