الحامل و الترامادول
كتب الدكتور عمرو حسن أخصائي النساء والتوليد بالقصر العيني على صفحته الشخصية على الفيسبوك أحد هذه النماذج التي صادفها، حيث وصلت إليه وهو في (نبطشية الطوارئ) سيدة حامل في الشهر السابع مصابة بحالة تشنج، وعرف أنها في الثامنة عشر عاما من عمرها، وأول ما تبادر إلى ذهنه أن تكون مصابة بتسمم حمل وارتفاع الضغط، لكن بقياس الضغط اتضح أن ضغطها طبيعيا.
وبالاستفسار من والدة المريضة أخبرته بأن ابنتها تتعاطى الترامادول منذ زواجها، حيث أن الزوج مدمن، ويحب أن تشاركه زوجته التعاطي.
ويؤكد دكتور عمر حسن على الخطورة التي يتعرض لها الجنين في حالة تعاطي أمه المخدرات حيث يتعرض بشكل كبير للتشوه، ويخرج إلى الدنيا هشا ضعيفا عرضه للأمراض.
ويرى الدكتور عمرو حسن أن انتشار هذه الظاهرة المرعبة له عدة أسباب منها انتشار الجهل والأمية بين الإناث، وأيضا الفقر الذي يدفع الأب إلى تزويج ابنته مبكرا خصوصا لو ظهر له عريس غني فإنه يتغاضى عن سلوكياته السيئة مثل ممارسته الأدمان مثل ما هو حادث في تلك الحالة.
ويوجه الدكتور عمرو حسن جرس إنذار للأهتمام بتوعية المواطنين والاهتمام بتعليم الفتيات وحصولهن على عمل يكفل لهن الحياة الكريمة، حتى يتاح لهن الاختيار الصحيح لزوج المستقبل.
يتفشى الأدمان بين شباب هذا الجيل بشكل يدعو إلى القلق، خصوصا وقد تعددت وسائل الأدمان واختلفت عن المعهود من وسائل الأدمان المعروفة في السابق مثل الحشيش والأفيون، والهروين والكوكايين، والأصناف الرديئة التي يلجأ إليها أطفال الشوارع مثل شم “الكلة”.
والآن دخلت قائمة المخدرات العقاقير الطبية مثل حقن الماكس وحبوب الترامادول.
وإذا كانت تلك المواد المخدرة تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان على وجه العموم، فإنها تشكل خطرا داهما على صحة المرأة الحامل وجنينها، وللأسف الشديد كثرت في تلك الأيام حالات الحمل بين فتيات صغار السن سواء بسبب الزواج المبكر أو الزواج العرفي أو العلاقات الغير شرعية. ومعظم تلك الحالات اقترنت بإدمان الأمهات دون أن يكون لديهن أدنى معرفة بخطورة ما أقدمن عليه، أو مستقبل الجنين في احشائهن.