الاستنزاف
تخرج اللواء مجدي الدالي من الكلية الحربية أثناء حرب الاستنزاف، حيث شارك مع الكتيبة 26 وهو برتبة ملازم أول في عدة عمليات ، كان أبرزها عبور قناة السويس ليلاً إلى موقع مدفعية العدو ، والتمكن من الحصول على وثائق وخرائط هامة وبعض طلقات المدفعية الإسرائيلية .
كما شارك مع مجموعة من زملاءه في عملية عسكرية ناجحة ضد مواقع العدو ، حين قاموا بعبور القناة وتلغيم مصاطب دبابات العدو ، ما أدى إلى انفجار بعضها في اليوم التالي أثناء صعودها للمصاطب .
وقبل حرب أكتوبر المجيدة بنحو 3 سنوات ، وتحديداً فى الـ 26 من إبريل 1970 ، قام مع السرية الاولى من الكتيبه 26 بعمليه اقتحام النقطه القويه 149 بمنطقه الشط بالمواجهة ،مدعومة بالضفادع البشريه وقذائف اللهب .
ونجح الدالي مع زملاءه الوصول في صمت الليل الى الضفة الشرقيه للقناة وتسلق الساتر الترابى للنقطة القوية 149 والوصول إلى أعلى النقطة، حيث قلبوا الليل إلى نهاراً بالنيران وسط هروب الإسرائيليين ، فيما أسفرت العملية عن تدمير 4 دبابات ، وتدمير النقطة القوية وحرقها بالكامل .
وحول هذه العملية يقول الدالي :”عندماعدنا وفتحنا الراديو سمعنا المذيع بإذاعة العدو وهو يقول أن قوه من الكوماندوز المصريين تقدر ب 800 فرد هاجموا النقطة القوية 149 مع العلم أننا لم نتجاوز الـ 150 مقاتل .
يذكر أن العملية أسفرت عن استشهاد الملازم اول عثمان على عثمان واصل ،الذي صدر منه شىء غريب قبل تنفيذ العملية، ففي أثناء تحركهم الى موقع العملية ليلاً بالسيارات طلب من قائد السرية النقيب ناجى عيد الوقوف بالسيارات لصلاة المغرب ،ليقول بعد الصلاة بالحرف الواحد:” انا حصلى العشاء بالمرة عشان اذا استشهدت يبقى مش عليه شىء”، ليكون بالفعل هو الشهيد الوحيد في هذه العملية.
الدالي في “حرب أكتوبر”
كان اللواء مجدى الدالى أثناء حرب اكتوبر، قد ترقى إلى رتبة نقيب، حيث كان مكلف كقائد سرية اقتحام للنقطة القوية المسحورة بمنطقه جنوب البحيرات المرة، حيث كانت هذه المنطقة بالقناة اتساعها يقرب من الـ 350 متر بين الضفتين.
ويوضح “الدالي” أنه تلقى تعليمات بمغادرة مناطق التدريب الخاصة إلى منطقة جنوب البحيرات ، حيث أخذ موقع السرية امام التبة المسحورة شرق القناة ، في يوم 4 اكتوبر 73 .
ويضيف قائلاً :” لم نكن نصدق أنه سيتم الهجوم الفعلى لأن مثل هذا كنا نفعله مرارا وتكرارا كتدريب ونعود الى مواقعنا مره اخرى دون عبور القناة ولكن هذه المرة كنا قد وصلنا لاعلى مراحل التدريب والاحترافية فى عبور الموانع المائية وتسلق السواتر الترابية والمناورة بالقوات اذا ما تم اكتشافنا بالقناة أثناء العبور .
عندما بدأت العمليات وتأكدت السرية أنهم سوف يعبرون لمهاجمة المواقع المحددة وهي التبه المسحورة، حيث أخُبرت السرية أن قوه العدو التى كانت موجودة فى نقطة الملاحظه قد انتقلوا جميعهم الى موقع التبة المسحورة.
ويقول الدالي حول هذه العملية :”بدأنا نزول القناه بالقوارب المطاطية وشغلنا مواتير القوارب وعندما اقتربت من نصف المسافه تقريبا فى القناة من الضفة الشرقية تم فتح قوة نيران هائلة على سريتي أثناء العبور فى القناة مما أسفر عن تدمير معظم القوارب”.
ويتابع الدالي: “كانت أوامري لرجال السرية أن نترك القوارب ونعبر سباحة حتى نتم تنفيذ المهمة المكلف بها واقتحام التبة المسحورة، لننجخ بصعوبة للوصول إلى الضفة الشرقية تحت تأثير نيران العدو واستشهاد بعض الجنود وإصابة البعض الآخر .
الدالي يقتحم التبة المسحورة
قرر الدالي أن يفتح ثغرتين فى حقل الألغام الموجود على الضفة الشرقية بالقناة والذى يعيق دخول أى فرد للنقطة القوية المسحورة ، لينجح هو وسريته في اقتحام النقطة القوية المسحورة من الخارج ومن الداخل مما اجبر العدو على ركوب احدى العربات النصف جنزير ما يقرب من 30 جندى اسرائيلى بغرض الهروب ، لكن تم ملاحقتهم لتدور بينهم معركة كبيرة انتهت بأسر عدد من جنود العدو والسيطرة على الموقف وتطهير هذه النقطة من العدو الصهيوني.
وقد منح “الدالي” نوط الجمهورية العسكري من الطبقه الاولى لاقتحامه التبة المسحورة وتدميرها بالكامل والسيطرة عليها .