يحتوي التاريخ على قصص كثيرة قد لا تكتشف إلا بعد مرور السنوات، وربما بعد وفاة أبطال القصة نفسها، خاصة إذا كانت تلك القصص تتعلق بالسياسات سواء أكانت سياسة داخلية، أو سياسة خارجية.. ويجب أن نتذكر أن السياسة لعبة مباح بها كل شيىء، فليس لها قواعد أو أصول وإنما تحكمها المصالح الشخصية.
ونحن اليوم سنقص عليك جزءًا من الكواليس التي حدثت بعد حرب 73، وأبطالها الرئيسين الراحلين السادات والأسد، والطيران الإسرائيلي.
حيث في أعقاب حرب 73، توجه السادات إلى سوريا لمقابلة حافظ الأسد حتى يقنعه أن يتحدث باسمه مع الجانب الإسرائيلي لعودة الجولان، وهو الأمر الذي واجهه الأسد بلرفض مؤكدًا: “سأعيدها بالسلاح”، ولكن السادات أكد له أنه لن يستطع لدعم أمريكا لإسرائيل.. إلا أن الأسد صمم على رأيه.
وهنا تكمن المفاجأة.. حيث اجتمع حزب البعث السوري وقرر اعتقال السادات بسبب ماقاله، ولكن الأسد رفض أن يعتقل رئيس عربي أثناء زيارة لسوريا، وعندما نتهت زيارة السادات إلى سريا وأثناء عودته لمصر حاول الطيران السوري الحربي إسقاط طائرة السادات.
ولكن المفاجأة الثانية.. كانت ان “مناحم بيجن” إتصل بالسادات وهو في الطائرة وأخبره بما يدور حوله وعرض عليه أن يرافقه الطيران الإسرائيلي حتى يدخل المجال الجوي لمصري وهو ما وافق عليه السادات، وبلفعل طوقت الطائرات الإسرائيلية طائرة السادات وما ان شاهدتها الطائرات السورية عادت مرة أخرى لمطارتها.
