دعانا الله سبحانه وتعالى الى مشاهدة معجزاته وحكمته وابداعه فى كل شى خلقه ، واذا ما تأملنا وتدبرنا فى جميع مخلوقاته وجدنا ما يدل على عظمته وكبريائه وعظيم صنعه .
يقول الله فى كتابه العزيز ” افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت ” ” سورة الغاشية ” وهنا يوجهنا الله الى التفكر ، ولكن التفكر فى ماذا؟ التفكر فى كيفية خلق الابل وهنا الله عز وجل استخدم اسلوب الاستنكار والاستنكارهنا على شى معلوم والاستنكار على المعلوم ياتى للعتاب والملامة علينا كيف لانتفكر فى خلقها وهى فيها من العبر والعظات لنا والتى نراها كل يوم ولكن لانلقى لها بالا والله قد خصها بالذكر عن غيرها للفت انتباهنا الى كيفية خلقها .
انه الجمل وهى وسيلة النقل المستخدمة قديما والتى لا تزال حتى اليوم فهو “سفينة الصحراء ” خلقه الله سبحانه وتعالى بما يجعله قادرا على تحمل معايشة البيئة الصحرواية والتفوق على طبيعتها الصعبة .
للجمل قدرة غير عادية على تحمل الجوع والعطش فهو يستطيع ان يمشى فى الصحراء لمدة ثمانى ايام من دون اكل ولاشرب وفى درجة حرارة تتعدى 50 درجة مئوية ويفقد خلال هذه الفترة حوالى 22 كيلو من وزنه وهذا ما لا يوجد فى غيره من الحيوانات فهو داعى للتفكر ، ان الجمل يمكن ان يفقد 40% من الماء الموجود فى جسمه ولا يموت وذلك لان الله جعل جسمه يتمتع بنظام يمنع صعود درجة حرارته اكثر من 41 درجة حتى فى الحر الشديد سبحان الله .
الجمل يعتبر وحدة متكاملة فى استخدام الماء حيث انه يستطيع فى عشر دقائق ان يشرب ثلث وزنه ماء ، والكبد عنده يتدخل عدة مرات للاستفادة من الماء والغذاء وهذا عامل مهم فى تحمل العطش ، والسنام يستطيع تخزين مايقرب من حوالى 50 كيلو من الغذاء ، والجمل يستطيع تحمل الرياح الشديدة والاعاصير وذلك من خلال رموشه ذات الطبقتين ،والشعر الكثيف يحميه من البرد القارص والحر الشديد وطبيعة الجلد السميك الموجود فى الخفين وفى اسفل بطنه عندما يجلس على الارض حتى يتحمل الحرارة وطبيعة جلد الفم لكى ياكل النباتات الصحراوية وغيرها من العجائب التى وضعها الله فيه الاتجعلنا نتفكر فى خلق الله .
هل الجمل هو الذى صنع التلاؤم بينه وبين البيئة التى يعيش فيها كلا انه الله ، فى الحقيقة ليس الجمل وحده دليل على عظمة الله بل ان المخلوقات جميعها تنطق بعظمة خالقها ، وعلى الانسان ان يتأمل ويتفكر فى صانع هذه المخلوقات .