لغز لوحة الطفل الباكي
تعتبر لوحة الطفل الباكي من أكثر اللوحات انتشارا في البيوت المصرية، قام برسمها الفنان الإيطالي “جيوفاني براغولين”. وقد استوحى الفنان قصة اللوحة في يوم حينما كان في مدريد، حيث كان الجو خانقا مليء بالأتربة وحار، سمع جوفاني صوت بكاء طفل أسفل شرفة مرسمه، عندما نظر من الشرفة رأى ولدا صغيرا مرتديا ملابس بالية ويبكي، شعر بالشفقة على الصبي وقام باصطحابه وإطعامه ثم فكر في أن يرسم له بورتريه. ولهذا أصبح الولد يزوره مرارا، حيث قام برسم بورتريهات كثيرة له، وخلال تلك الزيارات لم يكن يتوقف الصبي عن البكاء كما أنه لم ينطق بكلمة واحدة.
الكاهن يحذر الفنان من الطفل الباكي
وبعد فترة وجيزة من لقاء الفنان بالصبي، قام كاهن من أهل المدينة بزيارة الرسام في بيته وهو في حالة ارتباك، وذلك بعد أن رأى الكاهن الصورة التي رسمها الفنان للصبي، وأخبره الكاهن أن الولد اسمه “دون بونيللو” وأنه اضطر إلى الهرب إلى الشارع خاصة بعد أن رأى والده يحترق حتى الموت حينما شب حريق في بيتهم. والغريب أن الكاهن نصح الرسام بأن لا يفعل أكثر من ذلك من أجل الصبي؛ لأنه أينما ذهب كانت النار تشب في المكان الذي تواجد فيه.
شعر جوفاني بالفزع من فكرة أن رجلا متدينا ينصحه بأن يتخلى عن ولد يتيم وضعيف. ولكن الرسام تجاهل نصيحة الكاهن تماما و مال إلى فكرة تبني الصبي، و بعد عدة أشهر، تم بيع نسخ عديدة من البورتريه في جميع أنحاء أوروبا طولا وعرضا، وأصبح الرسام من الأثرياء، وتناقل الناس أن الرسام والصبي قد عاشا حياة مريحة بعد نجاح اللوحة.
نبوءة الكاهن تتحقق في ظروف غامضة
واستمر الحال على خير ما يرام حتى حين عاد الرسام إلى بيته في يوم لكي يتفاجأ بأن كلا من منزله ومرسمه قد احترقا عن آخرهما وأصبحا حطاما. وكانت النتيجة أن حياة الفنان قد تدمرت، وتم توجيه الاتهام بطبيعة الحال إلى الصبي بونيللو، حيث اتهمه الرسام بأنه أشعل حريقا عن عمد في بيته، ولكن الصبي قد هرب من المنزل ولم يره أحد بعد ذلك مطلقا. لكن في يوم من أيام عام 1976، وقعت حادثة سيارة مات على إثرها سائقها المدعى دون بونيللو. وكان في سن التاسعة عشر، وبعدها تعددت تقارير صحفية عن حوادث اشتعال حريق غريبة في أماكن عديدة في أنحاء أوربا. ولكن الغريب هي أنه لم يتم العثور على أي سجلات في برشلونة تذكر موت شاب باسم “دون بونيللو” في حادث سيارة، أو أي سجلات عن فنان احترق بيته باسم جوفاني براجولين.