كل ما فعله طارق سليم للاعبي الأهلي أنه وقف معهم في الأزمات، أصر على على الحضور للنادي لمشاهدة التدريبات على كرسي متحرك لا يستطيع الكلام، مصاب بتوابع جلطة، لكي يحث اللاعبين على التفاني من أجل الكيان والقلعة الحمرا والنادي الأهلي الذي صنع أسمائهم، وضرب أروع الامثلة في الإنتماء وقوبلت أفعاله بالجحود من جانب لاعبي الفريق الأول لكرة القدم وتجاهل جنازته على الرغم من ارتداء الشارات السوداء في مباراة الأمس والوقوف دقيقة حداد على أسطورة من أساطير القلعة الحمراء والذي ظل متفانيا من أجل النادي ومن أجل اللاعبين أنفسهم والذي وقف بجانبهم في أصعب المواقف التي هاجماتهم فيها الجماهير نتيجة للتراخي وسوء الأداء.
لم يكتفي لاعبي الأهلي بالجحود وعدم حضور الجنازة، بل تجاوز الأمر ولم يكن الحزن إلا تمثليلة رخيصة ارتدوا الشارات السوداء ووقفوا دقيقة حداد فقط، وتعادلوا مع فريق الوداد بأداء مجموعة من الموظفين نسوا وتناسوا روح الفانلة الحمراء التي جعلت الفريق مميرزًا ومقاتلا للحظات الأخيرة وانطلقوا إلى ملذاتهم الخاصة، فذهب رباعي الأهلي حسام غالي ومحمد هاني وسعد سمير وصالح جمعة إلى الساحل الشمالي، وانطلق إكرامي إلى ساحل دبي ليقضي اجازته.
لاعبو الأهلي فقدوا تعاطف الجمهور على الرغم من الأداء المتواضع والخسائر المتتالية، والفرص المتضائلة للصعود إلى لدور نصف النهائي في بطولة إفريقيا إلا أن لاعبي الأهلي تركوا كل هذا خلف ظهرهم من أجل الأستمتاع بحياتهم، لم يشعروا بحرقة المشجعين الذين فقدوا أعصابهم من أجل الأداء المتواضع لم يقدروا الجمهور الذي زحف خلفهم من كل مكان في مصر من أجل تشجيعهم حبًا في الكيان، لم يشعروا بالجماهير التي كادت أن تفقد حياتهم من أجل تشجيع الفريق بعد انقلاب الأتوبيس بالأمس حتى أن أحدهم كسر ظهره وكان في حالة خطيرة للغاية وقد يعيش طوال حياته من أجل النادي الأهلي.
ارتدى لاعبو الأهلي الشارات السوداء وعليها رقم 72 رمز شهداء النادي الأهلي في حادثة بورسعيد ولكنهم لم يقدموا الأداء الذي يستحقه جماهير فقدت حياتها من أجل كيان النادي الأهلي ومن أجل لاعبيه، حتى أن قائد الفريق حسام غالي لم يقم بواجباته كقائد للفريق ليقدم جنازة الكابتن طارق سليم وذهب للإستجمام في الساحل الشمالي عفوًا،.. فقدتم تعاطف الجمهور عندما فقدتم انتمائك للنادي الاهلي أرحلوا أو اعتزلوا لنلعب بناشئين عندهم حب للنادي أكثر منكم.