عميد المسرح العربي الذي هرب من مدرسة الزراعة ليدرس الفن في إيطاليا
غريبة وعجيبة حقا هي حياة الفنانين، وربما أن في مقولة ( الفنون جنون) نوع من الصدق، حيث أننا اليوم بصدد شخصية فريدة في نشأتها وحياتها وعطائها للفن، نحن اليوم مع عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي.
ولد ونشأ فناننا العظيم يوسف وهبي في الفيوم لأسرة عريقة صاحبة جاه ومال، وكان أبوه “عبد الله وهبي” يحمل رتبة الباشاوية، وكان يعمل مفتشا للري بالفيوم.
التحق يوسف وهبي في بداية حياته بالكتاب، ثم المدرسة السعيدية، وانتقل بعدها لمدرسة الزراعة، عشق الفن منذ صغره، وكان يلقي المنولوجات والمقاطع التمثيلية في النادي الأهلي، إلى أن ارتبط بفرقة “سليم قرداحي” وعمل معه بالسيرك، مما تسبب في غضب والده عليه وطرده من المنزل.
وعندما التحق بمدرسة الزراعة هرب منها وسافر إلى إيطاليا لدراسة الفن، وفعلا تتلمذ على يد الفنان الإيطالي “كيانتوني”، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاة والده ليتسلم ميراثه، ويبدأ مشواره الفني في مصر.
وفعلا أسس فرقة رمسيس المسرحية، والتي قدم من خلالها للمشاهد المصري مسرحيات متنوعة من الأدب الإنجليزي والفرنسي والإيطالي، وهو ما اختلف تماما عما كان يقدم في المسرح آنذاك، حتى أطلق عليه لقب (رسول العناية الإلهية) والذي أرسله الله تعالى من أجل النهوض بالفن المصري.
وبعد ان ارسى قواعد الفن المسرحي العريق اتجه للعمل في السينما فأنتج العديد من الأفلام وقام بإخراج المزيد منها، وشارك في إعداد أول فيلم روائي طويل هو فيلم زينب، كما شارك في صناعة أول فيلم ناطق في تاريخ السنيما المصرية وهو فيلم “أولاد الذوات” الذي حقق نجاحا ساحقا، وقدم بعد ذلك عشرات الأفلام الناجحة مثل غزل البنات، وليلى بنت الريف، وغرام وانتقام، وإشاعة حب، سفير جهنم والكثير من الأفلام الرائعة.
حصل يوسف وهبي على تكريم في العديد من المناسبات في حياته، حيث منحه الملك فاروق رتبة البكوية عقب مشاهدته لفيلم “غرام وانتقام”، كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولة عام 1960 أيام الرئيس جمال عبد الناصر، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1970، وأيضا حصل على جائزة الدولة التقديرية والدكتوارة الفخرية من الرئيس أنور السادات عام 1975.