اليوم في السودان وقريبا في الوطن العربي كله تقام أفراح بمناسبة الطلاق والفاسوخة
إن عنوان المقال صحيح فإن أحدث صيحة في عالم الأفراح هي تلك الحفلات التي تقام بمناسبة الطلاق وأحيانا الفاسوخة.
الطلاق هو انفصال الزوجة عن الزوج اما الفاسوخة فهي فسخ الخطبة بين الخطيب والخطيبة.
الشاهد أن هناك رغبة عارمة تجتاح الفتيات في الاحتفال سواء بالارتباط برجل أو حتى الانفصال عنه.
أشياء مفهومة وأخرى غير مفهومة وأخرى لا نريد أن نفهمها
إن ما يمكن أن نفهمه هو فرحة ارتباط المرأة بالرجل أما فرحة الطلاق منه فهذا عجب عجاب لأن الناس لا تدري كيف تفرح لهد بيت وتشريد أسرة، هذا بالفعل لغز كبير جدا لا يمكن فهمه.
ولكن هذه الحفلات أصبحت عادة في السودان أن المرأة إذا ما تطلقت من رجلها فإنها تقيم حفل لإعلان الطلاق منه وفي بعض الأحيان تلزم الرجل بدفع تكاليف النفقات لهذه الحفلة.
الحفل موسيقى وطقوس واستعدادات وأشياء أخرى
أصبح من العرف سائدا في مثل هذه الحفلات أن تصدح الموسيقى في قاعات مؤجرة وأن تلبس المطلقة أزهى الثياب هي وصديقاتها وأن تقوم الصديقات بإهداء المطلقة العديد من الهدايا ويتم التنسيق بينهم لعدم تكرار الهدايا مرة أخرى، ثم يحضر الرقص و الغناء مجاملة للمطلقة وهنا يغمرن الفتاة المطلقة أو المفسوخة بالشوكولاتة وكل ما تحبه من مشتهيات الحياة.
محاولة عقلية لدراسة هذه الظاهرة الحزينة
بالتعاون مع علم النفس حاولت بعض الجمعيات النسائية والمهتمة بقضايا المرأة في السودان محاولة فهم هذه الظاهرة الخارجة عن نطاق المألوف فالعادي أن تحزن المرأة لطلاقها لا أن تسعد به وتقيم حفلا تتقبل فيه الهدايا، ولقد تم دراسة العينة التي تم فحصها، والتي ضمت أكثر من 5000 حفل طلاق في أماكن مختلفة من السودان، وكان نتيجة البحوث مذهلة، إذ حاولت الدراسة أن تجيب على سؤال مهم لماذا تفرح النساء بالطلاق ولماذا الحفلات والأفراح التي أصبحت في تنظيمها أشبه بالأعراس.
إجابات منطقية لأسئلة غير منطقية
أتت الإجابات على عدة أوجه منها أن حفل الطلاق يرفع من الروح المعنوية للمطلقة بل ويساعدها على الحصول على شريك جديد فالرجل لن يفكر في الارتباط من امرأة متزوجة ولكن لو عرف أنها تطلقت لفكر فيها أيضا لقد اعترفت بعض السيدات أنهن قد تعرفن على زوجهن التالي في حفل الطلاق من الزوج الأول، وبعض النساء كن أكثر صراحة فقلن أنها فرصة ممتازة للغل و التشفي في النساء اللائي كنا نظن أنهن سعداء لكنهن لم يكن كذلك، أيضا أن جو الفرح يسمح للأولاد بأن يكن أكثر تقبلا للوضع الجديد.