هاجر حمدي من راقصة في شارع عماد الدين إلى دار تحفيظ القرآن
حفل الوسط الفني بالعديد من الشخصيات الفنية المتباينة، والتي تكون في أحيان كثيرة خارجة عن المألوف.
واليوم نتعرف على الراقصة هاجر حمدي واسمها الحقيقي فتحية السيد احمد التي اشتهرت في بداياتها الفنية بأدوار الإغراء، وكثيرا ما أشعلت شارع عماد الدين بأسلوبها المتميز في الرقص، وشخصيتها الجذابة، ولكنها مع ذلك لم تستمر طويلا كراقصة في شارع عماد الدين بعد ان طردتها بديعة مصابني من فرقتها بدعوة أنها لم تنجح في جذب الزبائن إلى الصالة.
اتجهت هاجر حمدي للتمثيل، وكانت تقوم بالرقص في الأفلام، وقامت بالمشاركة في العديد من الأفلام مثل جواهر، الصيت ولا الغنا، أحلام الشباب، وكيد النسا، لكنها لم تقم ببطولة مطلقة إلا في فيلم واحد هو فيلم المعلم بلبل.
تزوجت هاجر حمدي من الفنان كمال الشناوي وأنجبت منه ابنهما محمد الشناوي، الذي عمل بالإخراج.
اعتزلت هاجر حمدي العمل الفني في خمسينات القرن الماضي، وعاشت في فيلتها في المنصورية متفرغة لتربية ابنها وممارسة بعض الأعمال الحرة، إضافة إلى اشتراكها في عدد من الجمعيات الخيرية.
بدأت هاجر حمدي مرحلة جديدة من حياتها بعد الاعتزال، حيث أصبحت أكثر التزاما دينيا، وكانت حريصة على أداء الصلوات في مواقيتها وخصوصا صلاة الفجر، كما اقتطعت جزءا من أرض فيلتها لتقيم عليه مسجدا ودارا لتحفيظ القرآن، وكانت حريصة على أداء الواجبات الاجتماعية وزيارة الأقارب، كما اشتهرت بالجود والكرم والمشاعر الإنسانية الجياشة.
وكانت هاجر حمدي شخصية واسعة الثقافة، حيث تركت مكتبة عامرة بالكتب القيمة، إضافة إلى الانطباع الذي كانت تتركة في لقاءاتها الصحفية وعبر وسائل الإعلام من لباقة وردود منمقة وأسلوب راقي في الحديث.
وهكذا ضربت لنا الفنانة هاجر حمدي مثلا متميزا بين الفنانات التي استطاعت مزج الفن بالعلم والثقافة والالتزام أيضا، وقد فارقت هاجر حمدي دنيانا في عام 2008 عن 84 عاما.