يعتبر الفنان سعيد صالح من جيل الفنانين الذين اقتحموا الحياة الفنية وعالم الكوميديا تحديدا بشكل ولون مختلفين، وهم المجموعة التي تخلت عن الرمزية والتخفي خلف الكلمات لواجه المجتمع والحكومات بالنقد المباشر اللاذع وليكن بعد ذلك ما يكون.
هذه المجموعة التي تزعمها الزعيم عادل إمام وضمت في عضويتها المشاغبين سعيد صالح ويونس شلبي وآخرين. وقدمت روائع الكوميديا الحديثة في مدرسة المشاغبين والعيال كبرت، وتوالت الأعمال الفنية لكل منهم بعد انفصالهم فنيا ولكن كان من نصيب سعيد صالح التقييد والاضطاد بسبب (لسانه الفالت) كما يذكر هو عن نفسه.
مقولة هزلية تسببت في سجنه للمرأة الأولى
والمرأة الأولى التي تعرض فيها الفنان سعيد صالح للسجن كانت بسبب مقولة ساخرة أطلقها، قال فيها: “أمي تزوجت من ثلاث رجال، واحد أكلنا المش، وواحد علمنا الغش، وواحد لا بيهش ولا بينش” وذكرت التفسيرات أنه قصد بذلك رؤساء مصر السابقين جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، وقيل أنه تعرض للسجن لمدة ستة أشهر في ثمانينات القرن الماضي بسبب تلك المقولة، وكانت تهمته المعلنة التلبس بتعاطي المخدرات.
وفي التسعينات تم اعتقاله مرتين وحسب تصريحاته الشخصية أن سبب الاعتقال ” طولة لسانه”
سلطان الكوميديا من أشد المؤيدين لثورة يناير
اتجه بعد ذلك سعيد صالح إلى إنتاج وتمثيل ما عرف بالمسرح السياسي، وكان قد لقب بسلطان الكوميديا، وقد عرف عنه أيضا تأييده الكبير لثورة يناير المجيدة، مؤكدا أن من يعادي تلك الثورة إما فاسد ممن قامت الثورة ضدهم، أو من اصحاب المليارات التي جمعوها من أقوات الشعب.
وقدم خلال تلك الفترة مجموعة من المسرحيات ذات الإسقاطات السياسية مثل مسرحية (نحن نشكر الظروف) ومسرحية ( كعبلون) والتي قدم فيها خمس أغنيات من كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم، ومن ألحانه، وهم (ممنوع من السفر، السجن، وأسمع كلامي وحلله، والسفر السفر، وبحبك يا مصر)، وقد تعرض أيضا للسجن بسببها ،وقد قام بكتابة هذه المسرحيات محمد شرشر وأخرجها المخرج العبقري حسن عبد السلام.
وقد انتشرت مقاطع هذه الأغنيات بعد وفاة سعيد صالح بشكل كبير على الميديا وكان في ذلك رد اعتبار من الطراز الأول لفنان عاش مضطهدا بسبب مواجهته للنظام والفساد ومناصرته الجريئة والصريحة لثورة يناير وشبابها الذي بذل الروح في سبيل الحرية والكرامة.